بطلت هذه القصه بنت نور الله تعالى قلبها ورزقها حب النبي والائمة الطاهرين من عائلة تعتنق مذهباً يبغض أمير المؤمنين (ع) وأبناءه (ع)ومن المتشددين فيه اسم هذه البنت فاطمه بنت عمرالعمري تقول فاطمة لما بلغت السنة العاشره من العمر كثيراً وأستفسر كثيراً عن عقيدتي وديني وأحاديث الرسول (ص)ومنها لزوم الصلاة على النبي واله في الصلاةأثناء التشهد والتسليم فألهمني الله تعالى أن لال النبي (ص) والقران يأمر بمودتهم قائلاً (قل لااسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى ) لذلك كنت اتعاطى اخبار الائمه عليهم السلام وما وقع عليهم من الظلم والقتل على ايدي الظالمين رغم وصايا النبي (ص) بهم ولاكن خفية عن اهلي خصوصاً والدي لانه شديد البغض لهم ولوانه علم حبي لهم وايماني بهم لاذاني ومع هذا عشت على هذه الحال وانا مسروره بعقيدتي وولائي وحبي لهم عليهم السلام وفي يوم الغدير المبارك كنت ازور في مكان خفي زيارة امير المؤمنين (ع) في هذا اليوم العظيم لما يحصل فيه من الكرامات للزائري مرقده الشريف فسمعتني امي وعلى الرغم من انها لاتفهم مااقول لاكنها نقلت لوالدي ذلك فاستدعاني وسألني عماكنت أقرأ أمس فأردت ان اقول له كنت أقرأ دروسي ولكني أثرت الصدق لانه منجاة وتوسلت بأمير المؤمنين(ع) والزهراء وأبنائها (ع) واجبته أني كنت أزورأمير المؤمنين في عيد الغدير المبارك فقال : وما عيد الغديرهو اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) خليفته الاول وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وذلك بأمر من الله تبارك وتعالى بنص القران الكريم وذلك قوله تعالى ((ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس أن الله لايهدي القوم الكافرين)) فلما سمع ابي هذه الايه الكريمه استشاط غضباً وتغيرت قسمات وجهه وأستعمل معي أسلوباً بعيداً عن العاطفه وعن الانسانية وعن الابوه فقال:اذن تخرجين من بيتي مادمت توالين من ابغض وتحبين من اكره ؟؟ فقلت له: اذا طردتني من البيت فأين أذهب؟ وماذا يقول الناس عنك ؟ فلما سمع ذلك فكر قليلاً ثم قال : اذن تسكنين في الخربه التي املكها خلف المنزل واعطتني امي قطعأ من الفرش ممزقه وكان غذائي منهم في كل يوم ثلاثة اقراص من خبز الشعير مع الماء فكنت اقضي هذه الايام بالصوم ولكني مرتاحة البال لاني لا اتكتم بعبادتي . وفي يوم من الايام مر فقير وهو يقول: أطعموني على حب أمير المؤمنين علي (ع) فلما سمعت نداءه قدمت له الاقراص الثلاثه ، فاخذها ومضى ,وصادف ان كان ابي بالقرب من المنزل فسأله : من أين لك هذه الاقراص ؟ فقال الفقير : من تلك الخربه ، فتركه وجاءني وسالني :أين قوتك؟فقلت : اعطيته للفقيرلانه قال :أطعموني على حب أمير ألمؤمنين(ع) فغضب وقال : لحبه اعطيت الخبز الى الفقير ؟ فقلت :لو كنت املك اكثر من الخبزلاعطيته . فقال : بأي كف اعطيت الخبز الى الفقير ؟قلت:بالكف اليمنى ,فقال :أريدقطعها على حبه ,فهل تضحين بها ؟فاجبته :لو تقتلني على حبه لاكان احب الي لانال الشهاده . فقال: بل اقطع الكف التي اعطت الخبز على حب هذا الذي تعتقدين بإمامته , فتناول مدية وبكل قساوه ووحشيه قطع يدي وطردني من الخربه . فخرجت والدماء تنزف من يدي ولكثرة النزف أغمي علي ,ولم انتبه الا في اليوم التالي ,فإذا أنا في دارغريبه ,ويدي ملفوفه باللفاف الابيض ولا أطيق الكلام من الضعف ,ولكن بفضل الله تعالى ورحمة العائله التي انقذتني وأوتني تماثلت للشفاء فسألتهم من جاء بي الى هنا؟ فقالت زوجة صاحب المنزل :إن زوجها الحاج رشيد عندما كان راجعاً الى المنزل شاهد بنتاً مطروحه على الارض , وشاهد الدماءتجري من كفها المقطوعه فشد الجرح وحملك وجاء بك الى البيت قربة الى الله تعالى وأمرنا بالعنايه بك وحينما جاء الحاج رشيد ذكرت لهم قصتي وما فعل بي أبي الظالم فعرفه الحاج رشيد بتعصبه وشكرالله سبحانه على ماتولى من أمري ودخل حبي في قلوب أهله وعياله وعرضوا علي القاء معهم معززه مكرمه أو الرجوع إلى اهلي فرفضت الرجوع الى اهلي وبعد فتره من الزمن شاهد الحاج رشيد البركه في رزقه وعملهولما بلغت سن البلوغ عرضت علي زوجة الحاج رشيد الزواج من أحد أبنائهاوقالت إن الحاج رشيد يرغب بذلك كثيراً فوافقت على ذلك فتم العقد وجرت المراسم وفي ليلة الزفاف طلب زوجي صالح ابن الحاج رشيد مني ماء فجئته بالماء باليد اليسرى فأراد أن يتلطف معي بلطيفة لينفتح الكلام بيننا فقال يافاطمه إن الماء عادة يقدم باليد اليمنى لاباليسرى فانكسر خاطري وجرت دموعي وتأثرت كثيراًوندم زوجي على ماقال وتأثر ونام فبقيت حزينة وتوسلت بأمير المؤمنين (ع) وبسيدتي الزهراء(ع) وأهل بيتها أن بفرجوا همي بطريقة وأخرى وصاروقت صلاة الليل فتوقفت لادائها والحمدالله وبعدها اديت صلاة الصبح ثم سجدت سجدة الشكر فغلب علي النعاس فنمت على التربه فرأيت في منامي كأن النبي (ص)أمير المؤمنين (ع) والزهراء (ع) والحسن والحسين (ع)قدأحاطوا بي وأخذتني الزهراء عليها السلام فوضعتي في حجرها وأخذت تسليني وقالت مجرى علينا أكثر مما جرى على شيعتنا ثم التفتت الى امي المؤمنين (ع) وطلبت منه أن يسأل الله تعالى ان يرزقني كفاً بعنوان (هدية الصبحه للعروس)فقام الامام عليه السلام وصلى ركعتين وسأل الله تعالى ذلك قالت فاطمه فنزلت كف يمنى السماء فتناولها أمير المؤمنين (ع)وألصقها بمعصبي وغطاها بقطعة قماش وجل يمسح عليهاويقرأ سورة الحمد فالتحمت الكف مع المعصم ثم فارقوني وبقيت نائمة على التربه حتى ايقظني الحاج رشيد بدهشه وهو يشاهد كفي اليمنى طبيعيه ودهشت واستغرب الجميع من ذلك فذكرت لهم الرؤيا الجميله التي انطبعت في قلبي والتي فرحت بها أكثر من فرحي بكفي حينما وضعتني الزهراء (ع)في حجرها وهي تخفف من الامي وعشت مع زوجي واهله حياة سعيده وأقبلت على التزود من الثقافه الدينيه وصرت ولله الحمد مبلغه للإسلام ذاكرة فضائل أهل البيت (ع)في داخل بلادي وخارجها وزوجي وأبوه يمهدان لي ذلك والحمدالله رب العالمين